أرشيف

رئيس الوزراء الليبي المكلف يستعد لتشكيل حكومة مؤقتة

طرابلس (رويترز) – بدأ الاكاديمي الليبي عبد الرحيم الكيب الذي خرج الى دائرة الضوء بعد أن انتخبه المجلس الوطني الانتقالي رئيسا مؤقتا للوزراء في اختيار أعضاء حكومته يوم الثلاثاء على أمل حشد الجماعات المتباينة التي أطاحت بمعمر القذافي خلف عملية ديمقراطية سلمية.

وما زال المحللون يفتشون في تاريخ أسرته في طرابلس وفي سنوات عمله في الولايات المتحدة والخليج بحثا عن تفسير لسر انتخابه المفاجئ من قبل المجلس الوطني الانتقالي بعد أن عاش لعقود معارضا في المنفى عمل خلالها أستاذا لهندسة الكهرباء.

ورأى البعض أن صلاته بالعاصمة الليبية تحقق توازنا مع سيطرة ليبيين من بنغازي -مهد الانتفاضة- على المجلس الوطني الانتقالي. ويمثل التنافس التاريخي بين المناطق الليبية جزءا من منظومة الانقسامات بين الليبيين البالغ عددهم ستة ملايين والتي أشعلتها الحرب التي استمرت شهورا.

ومما يعزز شرعيته أيضا أنه لم يعمل في السابق مع القذافي خلافا لمصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي واخرين فضلا عن وجوده في ليبيا معظم الوقت أثناء الحرب الاهلية خلافا لمحمود جبريل رئيس الوزراء المنتهية ولايته.

ويتولى الكيب الذي انتخب بأغلبية 26 صوتا من أصل 51 عضوا في المجلس الانتقالي في طرابلس يوم الاثنين المهام من جبريل الذي وعد بالاستقالة فور مقتل القذافي وسقوط معاقله الاخيرة واعلان “تحرير” ليبيا الاسبوع الماضي.

وبموجب الجدول الزمني للانتقال للديمقراطية الذي وضعه المجلس الانتقالي وهو تجمع غير منتخب لمعارضي القذافي نال اعترافا دوليا كحكومة شرعية ليبيا فان أمام الكيب أسبوعين لتشكيل حكومة انتقالية.

ويتعين على تلك الحكومة اجراء انتخابات خلال الستة أشهر الاولى من العام القادم لانتخاب جمعية ستضع مسودة دستور.

وبامكان ليبيا أن تنعم بالرخاء نظرا لما تملكه من احتياطات كبيرة من النفط والغاز ومع عدد سكانها الصغير نسبيا لكن الخصومات التي ظلت مكبوتة خلال حكم معمر القذافي الذي استمر 42 عاما يمكن أن تتحول الى حلقة مفرغة من عمليات الانتقام.

وسيتعين على الكيب كبح جماح الميليشيات المسلحة التي ظهرت في كل بلدة للإطاحة بالقذافي ومصالحة من تبقى من الموالين لنظام الحكم القديم وفي الوقت ذاته التوصل الى نظام جديد لحكم البلاد.

وقال الكيب يوم الاثنين ان هذه الفترة الانتقالية لها تحدياتها الخاصة وان أحد الامور التي ستعمل عليها الحكومة هو التعاون بشكل وثيق مع المجلس الوطني الانتقالي والاستماع الى المواطنين الليبيين.

وأمضي الكيب الاكاديمي ورجل الأعمال الجزء الأكبر من حياته خارج ليبيا ودرس في الولايات المتحدة قبل أن يتولى مناصب أكاديمية هناك وفي الامارات العربية المتحدة.

وبينما كان الدعم العسكري الغربي -الذي انتهى رسميا منتصف ليل يوم الاثنين- حيويا في الاطاحة بالقذافي منتصف أغسطس اب قدمت قطر والامارات دعما دبلوماسيا وعسكريا. ويعتقد بعض المحللين أن ليبيا قد تشهد الان تنافسا بين هولاء الحلفاء الاجانب على النفوذ.

ووصف أعضاء في المجلس الانتقالي وكذلك طلاب سابقون في الفترة التي قام فيها بالتدريس في جامعة طرابلس في السبعينات الكيب بأنه هادئ وودود وقالوا انه ساعد في تمويل الانتفاضة ضد القذافي.

وقال رئيس الوزراء الجديد انه يتوقع اختيار أعضاء حكومته في غضون الاسبوعين اللذين حددهما المجلس الانتقالي.

ولم يعلن الكيب أي خطط محددة في ليبيا خلال الاشهر القادمة لكنه قال ان المخاوف بشأن تعاقدات النفط الليبية لا أساس لها.

وكان وزير النفط المؤقت على الترهوني -وهو ايضا أكاديمي عاد من الولايات المتحدة- من بين الاسماء التي طرحها المراقبون لتولي رئاسة الحكومة لكنه حصل على تأييد ثلاثة اصوات فقط مما يظهر مدى صعوبة التنبؤ بالسياسات في ليبيا في المرحلة القادمة.

وكان كثير من المحللين قد أشاروا الى ظهور انقسامات في المجلس الوطني الانتقالي لكن الكيب قال ان أي مخاوف بهذا الصدد لا أساس لها. ومضى يقول ان ما يحدث داخل المجلس هو ممارسة للديمقراطية وان هذا أمر جديد بالنسبة لليبيا.

والسيرة الذاتية للكيب كأستاذ درس هندسة الكهرباء وكتب العديد من الابحاث الاكاديمية مثيرة للاعجاب لكنها شحيحة على نحو ملحوظ فيما يتعلق بالخلفية السياسية.

وقال احمد الاطرش استاذ العلوم السياسية ان الكيب غادر ليبيا عام 1976 وانضم للمعارضة المناوئة للقذافي.

واضاف لرويترز أنه ليس متأكدا مما اذا كان قد عاد الى ليبيا مشيرا الى أنه بمجرد التحاق أحد بالمعارضة يكون من الصعب عليه العودة. ووصف الكيب بأنه كان معارضا للنظام.

وتوضح سيرته الذاتية المنشورة على موقع معهد البترول في ابوظبي حيث رأس الكيب قسم الهندسة الكهربائية انه تخرج من جامعة طرابلس عام 1973 وحصل على الماجستير من جامعة جنوب كاليفورنيا عام 1976 والدكتوراة من جامعة نورث كارولاينا الحكومية عام 1984.

وأمضى جانبا كبيرا من حياته في الولايات المتحدة بجامعة الاباما التي رقي فيها أستاذا في عام 1996 .

وقال الاطرش انه يعتقد أن الكيب انتخب لانه من طرابلس مضيفا ان المجلس الوطني الانتقالي يريد ان يوازن الامور وان يظهر لسكان طرابلس ان المجلس شامل حقا.

ويتوقع كثيرون أن الكيب المغمور نسبيا انتخب لشغل المنصب بينما ينتظر اللاعبون السياسيون الرئيسيون الانتخابات العامة عندما يتعين على رئيس الوزراء المؤقت الاستقالة.

من أوليفر هولمز

زر الذهاب إلى الأعلى